الشيخ نعيم قاسم مسار ديناميكي من الفكر الديني إلى القيادة السياسية

 ❗خاص❗ ❗️sadawilaya❗ 

يكتبها/فتحي الذاري 

يُعتبر الشيخ نعيم قاسم واحداً من الشخصيات البارزة في الساحة السياسية اللبنانية وأكثرها نفوذاً في العالم العربي وُلد في كفرفيلا لبنان في فبراير 1953حيث نشأ في بيئة دينية واجتماعية مؤثرة شكلت توجهاته الفكرية والسياسية يُعتبر قاسم عالماً شيعياً إثني عشري وقد درس العلوم الدينية تحت إشراف المرجع المعروف محمد حسين فضل الله الذي كان له دور كبير في تشكيل مسارالشيخ نعيم قاسم الفكري إن تعليمه في العلوم الدينية لم يكن إلا بداية لطريق طويل في عالم السياسة حيث حصل قاسم أيضاً على درجة البكالوريوس في الكيمياء من الجامعة اللبنانيةمما يؤكد توازناً بين المعرفة العلمية والفكر الديني والسياسي وفي 29 أكتوبر 2024 تولى قاسم منصب الأمين العام لحزب الله، ليصبح أحد أبرز القادة السياسيين في لبنان، مُكوناً جزءاً رئيسياً من المشهد الوطني والإقليمي وتتسم حياة نعيم قاسم وباستعراض رؤاه السياسية وأفكاره وتأثيره على الأحداث السياسية في لبنان والعالم العربي. سنناقش أيضًا دوره في المقاومات الوطنية والإقليمية ووجهات نظره حول التحديات التي تواجه لبنان اليوم. من خلال هذا التحليل الشامل نأمل أن نقدم صورة متكاملة عن الشيخ نعيم قاسم كشخصية سياسية ودينية لها بصمة واضحة على تاريخ لبنان المعاصر

عُرف الشيخ نعيم قاسم بانخراطه المبكر في العمل السياسي والديني حيث انضم إلى حركة أمل في فترة قيادة موسى الصدركانت هذه التجربة هي نقطة الانطلاق له نحو المشاركة الفعالة في الأنشطة السياسية والاجتماعية في لبنان فحركة أمل التي تشدد على أهمية المقاومة والعدالة الاجتماعية شكلت إطاراً حيوياً للعديد من المشاريع والقيم التي يؤمن بها الشيخ قاسم وبعد تأسيس حزب الله في أوائل الثمانينات كاستجابة للأحداث السياسية والاجتماعية المعقدة في لبنان لعب الشيخ قاسم دورًا مفصليًاكانت مشاركته في الأنشطة التأسيسية للحزب تؤكد التوجه نحو تأسيس كيان سياسي يأخذ بعين الاعتبار الهوية الشيعية ويعمل على تعزيز دورها في الساحة اللبنانية. 

وفي عام 1991 وبعد صعود حسن نصر الله إلى مرتبة الأمين العام أصبح نعيم قاسم نائباً له وقد أتاح له هذا المنصب العمل بشكل وثيق مع سماحة السيد حسن نصر الله مما جعله جزءًا أساسيًا من العمليات العسكرية والسياسية للحزب ومن خلال هذه العلاقة القوية أثبت الشيخ قاسم نفسه كمنسق رفيع المستوى بين العسكريين والسياسيين مما ساهم في تعزيز الحزب حيث استفاد من استراتيجيات مختلفة بناءً على الظروف المتغيرة في لبنانبالإضافة إلى علاقته الوثيقة مع سماحة السيد حسن نصر الله يتمتع الشيخ قاسم بعلاقة قوية مع سماحة السيد هاشم صفي الدين أحد القادة البارزين في حزب الله يُعتبر صفي الدين شخصية محورية في الحزب وقد عمل كثنائي مع قاسم على تطوير الاستراتيجيات والسياسات الأساسية للحزب هذه العلاقات الداخلية تؤكد نوعًا من التنسيق الفعال والقدرة على تحقيق الأهداف المشتركة في مواجهة التحديات سواء كانت محلية أو إقليميةوتمتاز أفكار الشيخ نعيم قاسم السياسية بالتركيز على المقاومةحيث ينظر إلى حزب الله كحصن للمقاومة الوطنية ضد الاحتلال الإسرائيلي والضغوط الخارجيةومن خلال محاضراته ومقالاته يبرز أهمية الوحدة بين المكونات اللبنانية، ويركز على القضايا الاقتصادية والاجتماعية التي تؤثر على المجتمع الشيعي في لبنان فالشيخ نعيم قاسم ليس مجرد قائد سياسي بل يمثل رمزًا لمجموعة واسعة من القيم والمبادئ التي تأسس عليها حزب الله من خلال تحليله العميق لعلاقاته السياسية والهيكلية داخل الحزب التي كانت رسم لمسار ديناميكيات السلطة والنفوذ في لبنان وتولي نعيم قاسم منصب الأمين العام لحزب الله بعد اغتيال الشهيد الأسماء السيد حسن نصر الله يُعدّ نقطة تحول هامة في تاريخ الحزب والواقع اللبناني في سياق هذا الحدث هناك عدة جوانب تتعلق بتأثير هذا التغيير القيادي حيث واجهاحزب الله والشيخ نعيم قاسم تحديات الفراغ القيادي حيث كان لاغتيال السيد حسن نصر الله قد خلق فراغًا كبيرًا داخل الحزب والشعب اللبناني حيث كان يُعتبر شخصية محورية وملهمة. سيحتاج قاسم إلى ملء هذا الفراغ وإعادة بناء الثقة بين صفوف الحزب ومؤيديه وايضا الأزمات الاقتصادية والاجتماعيةحيث أن لبنان يعاني من أزمات اقتصادية واجتماعية خانقةوهذا يضع ضغطًا كبيرًا على القيادة الجديدة للحزب لتقديم حلول فعالة والاستجابة لمطالب الشعب و يحتاج الشيخ نعيم قاسم إلى التعامل مع الضغوط السياسية من الخصوم والأعداء، بالإضافة إلى استمرار التوترات في المنطقة وتأثيرها على الأمن القومي اللبناني وقد استطاع الشيخ نعيم قاسم في تحقيق خطوات كسب الثقةوتعزيز الوحدةاذ اعتمدالشيخ نعيم قاسم على تعزيز الصفوف داخل الحزب ومحاولة الحفاظ على استقرارها خاصة في ظل التحديات الداخلية المحتملةوعمل الشيخ نعيم قاسم على بناء استراتيجيات جديدة في مواجهة الأزمات، قد يُنشئ خططًا جديدة تتماشى مع متطلبات المرحلة الحالية سواء كان ذلك على الصعيد العسكري أو السياسي أو الاقتصادي في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وعمل على بناء علاقة قوية مع القاعدة الشعبية للحزب كان أمرًا حاسمًامما عزز ذلك في تحسين الأوضاع الاجتماعية وتخفيف المعاناة الاقتصاديةوستكون قدرة الشيخ نعيم قاسم على مواجهة هذه الظروف وتقديم إجابات فعالة على التحديات بشكل يحدد نجاحه كأمين عام يبدو أن فترة قيادته ستختبر قدراته القيادية في ظروف غير مسبوقةومع وجودالشيخ نعيم قاسم في القيادة، من المحتمل أن يستمر الحزب في اتباع الرؤية والسياسات التي وضعها نصر الله مع أخذ التحديات الجديدة في الاعتبارسيواجه الحزب تحديات جديدة، سواء من القوى الإقليمية أو الضغوط الدولية. ستكون قدرة الشيخ نعيم قاسم على التنسيق مع حلفاء الحزب وخدمته للقضايا الوطنية محور اهتمام شعبي واسع 

ويعتبر الشيخ نعيم قاسم شخصية تتمتع بعلاقات قوية مع مختلف القيادات داخل الحزب مما يمكنه من تعزيز الوحدة الداخلية والتحكم في أي انقسامات محتملةولكل من يتابع خبر الحزب، سيكون من المثير للاهتمام رؤية كيف ستتطور السياسات تحت قيادةالشيخ نعيم قاسم الخطوات المستقبلية استمرار دعم المقاومة، التفاعل مع القضايا الاقتصادية والاجتماعية في لبنان، وابتكار استراتيجيات جديدة لمواجهة التحديات الإقليمية

في ظل التحديات العديدة التي يواجهها حزب الله بما في ذلك الصراع المستمر مع كيان الاحتلال الإسرائيلي والاجتماعات غير المريحة مع العملاء في الداخل بالإضافة إلى الأزمات الداخلية العميقة في لبنان يُعتبر تولي الشيخ نعيم قاسم منصب الأمين العام لحزب الله خطوة إيجابية نحو تعزيز قوة الحزب. هذه القيادة الجديدة قد تكون لها القدرة على توجيه الحزب نحو تحقيق أهدافه الاستراتيجية في ظل ظروف دقيقةوستعتمد فعاليةالشيخ نعيم قاسم في هذا المنصب على مدى استطاعته مواجهة الأزمات الحالية واستجابة الحزب لمطالب الشعب اللبناني والتفاعل مع التغيرات الإقليمية والدوليةقد يشكل صعودالشيخ نعيم قاسم نقطة تحول حاسمة حيث إن نجاحه قد يعزز من استقرار الحزب ومسيرته في المستقبل. 

ومن المتوقع أن تظهر نتائج هذه القيادة الجديدة في الوقت القريب، مما يثير اهتمام المراقبين والمحللين حول مصير حزب الله ودوره في الساحة اللبنانية والإقليمية.